ثاناتوس

“يدعُون اني ابن الليل والظُلمة نصبوني إلهً، لكني في الحقيقة أقل من انا أكون إله. البعض يلجؤون إليّ ليُخلصواْ أنفسهم من معاناتهم وعذابهم، والبعض الآخر يلجؤون إليّ ليُرهبواْ بي أعدائهم وخصُومهم، الجميع يخافُوني يحاولون الهرب مني لكني آتيهم لا محالة.”
البعض يُلقبوناني بـ ثاناتوس.
يروق لي أحياناً مراقبة البشر للتنبؤ بأفعالهم فـ مهما كانت شخصياتهم يمكن التنبؤ دائماً بأفعال البشر فـ هي متوقعة ولكني أُحب انا أُراقبهم فـ ربما قام أحدهم بفعل لم اتوقعه، فـ من منظاري أستطيع التفريق بين الصحيح والمُخطئ فـ أنا لا مشاعر لدي لتتحكم بي …….
مازلت أتذكر تلك الفتاة التي جذبت إنتباهي مُنذ قبضتُ روح ابواها على يد الجنود حين تم غزو قريتهم واخذُها كـ سبايا لملِكهم وأتذكر بُكائها وهي مُفَارِقة أهلها كما أنهُ البارحة.

قائد الجيش : هل الجنود مستعدون؟
مُعاونه : أجل يا سيدي
قائد الجيش : إذاً هيا بنا للتحرك قبل أن تغيب الشمس

الأُم : تعالى يا فتاتي أُنظري ماذا صنعتُ لكي!.
تجري الفتاة الصغيرة لتجد أُمها قد صنعت لها دُمية صغيرة من القش
في نفس الأثناء يدخل الأب ويقول “اههههه أرى أنا أُمكِ قد صنعت لكي الدمية التي تحبين* يقول ذلك *بإبتسامة*
تبتسم الفتاة ثم يُخبرها ابويها أن تشكر الآلهة
تبدأ بـ” يا هيرا اشكركِ … ثُم تمتم بشيئاٍ في سِرهاِ”
فجأة سُمع صوت صرخات و اشتعلت النيران في القرية، ارتعبت الفتاة الصغير وأسرع والدها ليُنقذهم لكن القدر كان أسرع منهم وسقط الأب والأم تحت قبضة الجنود وقامواْ بقتلهم وأخذواْ الفتاة معهم التي كانت في حالة صدمة مما رأته.
ثاناتوس : كان هذا مُنذُ زمانٍ ليس ببعيد فقد مر خمسة عشر سنة ولكن تلك المدة كانت أكثر بكثير بالنسبة لي فقد كنت اتابعها واراقبها طيلة هذة الفترة.
ثاناتوس : أتذكر تلك المرة التي قابلتُوها في السوق وقامت بمساعدتي رغم قبح شكلي.

ثاناتوس : كانت الفتاة في غاية الجمال كانت مش شدة جمالها وجمال ابتسامتها تشفي النفوس التعبة بسبب ضغوط الحياة، كانت ابتسامتها تشرق كا قمراً في ليلةٍ شديدة السواد تهدي الضالين.

*اصوت البائعين ومشاجرات في السوق*
ثاناتوس : كانت تسير في السوق هي ومن معها من فتيات القصر كانت تطفي بهجة ع وجوه من هم في السوق وكان كل بائع تمر عليه يهديها شيئاً، كانت فتاة لطيفة وكريمة مع كل الناس.
وفي يومٍ كان هناك رجلٌ عجوز قبيحٌ شكلهُ كان يُنفر كل المارين منه وكان ضعيفاً متعكزاً ع جِذع شجرةٍ قديمٍ مُتأكل، حتى أنكسرت عُكازُه وسقط ع إحد الشباب في السوق الذي تعصب وقام بسبه وشتمه وهم على ضربه لولا أن انقذته الفتاه.
الفتاة : توقف! توقف! ما الذي تفعله؟! إنه رجُلٌ كبير. توقف!
الشاب : ألا تري شكله القبيح، امثالهُ المُسُوخ يجب التخلص منهم!
تنزل الفتاة ع الأرض وتقوم بمساندة الرجُل الكبير
ينظُر إليها الشاب ثم يقول “ما هذا الذي تفعلينه يا لكي من خرقاء… فتاةُ القصر تُقللُ من شئنها لأجل رجُلٍ كبير يالا العار.
ثم يدير إليها ظهره ويكمل طريقه
لا تعيره الفتاة انتباهاً
نظر إليها الرجل و قال لها بصوتٍ ضعيفٍ متقطع “لماذا فتاةٌ في جمالك تساعد عجوزٌ ضعيف بائسٌ مثلي حتى الموت نفر منه ولا يريد أن يُريحه”
ردت الفتاة عليه وهي تساعده ع النهوض “لا لا تقول هذا فأنت في مقام والدي”
بعد أن نهض رد عليها قائلاً “لابد أن والدكي قد اكرمتهواْ الالهه لحصوله على فتاةٍ مثلك”
إبتسمت له ثم قالت “والدي قد مات مُنذُ زمن”
فرد عليها متلعثماً “اهههٍ اه آسفٌ يا فتاتي فـ كما ترين انا عجوز قد هرب منهُ عقلُه لا تؤخذيني”
ضحكت الفتاة وقالت له “أخبرني أين تعيش حتى اوصلك” فقال لها “لا تزعجي نفسك فأنا اسكن قريبًا من هنا فقط إن اردتي مساعدتي احضري لي شيئاً اتعكز عليه”
تقوم الفتاة بإرسال احد الفتيات الاتي معها لتشتري له عصى يتكئ عليها
ثم تسلمها له
فيشكرها ويشق طريقه في السوق بصعوبة حتى يختفي بين زحام المارة.

تعود الفتاة إلى القصر فتجد الملك في انتظارها
الملك : ما هذا الذي فعلته في السوق ظهر اليوم؟
الفتاة : ساعدتُ رجُلاً كبير.
الملك : اولا تعلمي انا هذا يقلل من شئني أمام العامة!
الفتاة : وماذا حدث حتى….
قبل أن تكمل كلامها قاطعتها الملكة
الملكة : ما فعلتهُ لا يقلل مش شئنك أمام العامة بل يزيد من شعبيتك لدى شعبك.
الملك : بلى يفقدُني هيبتي.
الملكة : لابد أن شرب الخمر قد اثر ع عقلك.
هيا بنا لنذهب ودعيه مع خمره.
يخروجان ويتروكان الملك وحده مع خمره واكله

*في غرفة الملكة*
الملكة : لابد وانكي تعرفي مكانتكي عندي فـ انتي مثل ابنتي وطالما كنتي كذلك.
الفتاة : أعلمُ هذا يا مولاتي.
الملكة : أرى الان انكي كبرتي وحان وقت ان تبحثي عن زوج. *بإبتسامة تُلمحُ بها إلى شيئاً ما*
يحمر وجه الفتاة خجلاً
الملكة : أرى في عينيكِ اني تحبين
تنظر إلى الأرض ثم تقول “اههٍ يا مولاتي لو تعرفي!”
الملكة : اعرفهُ ثم تبسم *إبتسامة إشتياق*
الملكة : قولي لي اهو فارس من فُرسانونا ام ماذا؟!
الفتاة : لا ليس فارساً
الملكة : اذاً أهو ابن عائلةٍ ثرية؟
الفتاة تنظر إلى الأرض في خجل وتقول : ولا هذا أيضاً
الملكة : من هو إذاً؟ ، قد شوقتيني لمعرفته
الفتاة *بعد صمتٍ ليس بـ طويل* : …. مُزارع
الملكة *صمتت قليلاً لدهشتها وكلن هناك تعبير مفاجئة ثم تغير إلى ابتسامة حنينة* فقالت لها : إن كان هو من سيسعدك فليكن،وانا سوف اساعدكما فلا تخافي من الملك، لكن أولاً دعيني أُقابلُه.
الفتاة والسعادة تملئ وجهها ردت : حسناً يا مولاتي سوف تعجبين بشخصية انا واثقة.
ثاناتوس : قابلتهُ الملكة واعجبت بشخصيته وطريقة تعامُله وساعدته هو والفتاة ع الزواج دون علم الملك وحين بدأت تظهر على الفتاة آثار الحمل اخذتها الملكة واخبرت الملك انها تُريدُها معها في رحلتها إلى أحد الممالك القريبة لزيارة بعض الأصدقاء.
ثاناتوس : مرة شهور الحمل وأنجبت الفتاة ولدً أسمته “ثايورس” ثم عادت إلى مدينتهم مرة أخرى مع الملكة وبعد فترة ليست بطويلة اكتشف الملك أن الفتاة تزوجت من دون علمه مما أثار غضبه فذهب إلى غرفة الفتاة يبحث عنها لكنه لم يجدها وعندما سأل عليها اخبروه انها في السوق فأمر قائد الحرس أن يأخذ بعض الحراس ويذهب لاحضارها هي والمزارع وصلت الاخبار سريعاً إلى الفتاة التي هرعت من فورها إلى زوجها التي عندما وصلت إليه من شدة صعوبة تنفسها لم يستطع فهم ما تقول ولمن في النهاية أخبرته أن يأخذ ابنهما ويهرب خارج المدينة إلى قريته الأم ع حدود المملكة حيث لا يعرف أحد منها بما جرى عرضها في البداية إلا يذهب بدونها لكنها أقنعته انه من الافضل ان تبقى هي ف هي من يريده الملك وبقائها سوف يبعد الأنظار عنهم ف وافق وسارع بالذهاب إلى منزل صديق حتى تأتي الليل و يهرب في ظلاله ما لبثت الفتاة بعد أن ذهب زوجها وودعته إلا أن وجدت الحراس يحيطون بها و قائد الحرس يخبرها أن الملك يريدها.
عندما ذهبت إلى الملك كان مشتعلً غضباً من فعلتها الشنعاء بالنسبةِ لهُ مما يسبب ضياع هيبته ف كيف لفتاة اتخذها الملك في قصره وترعرعت فيه أن تتزوج من دون علمه وتتزوج مُزارع فأمر بحبسها ومنع الطعام عنها حتى يأذن هو بذالك.
ثاناتوس : بكتهُ الفتاه أن يغفر لها لكنه خيرها بين أن تحبس أو ياُمر قائد الجيش أن يحضر زوجها ويعدمه أمام العامة وبالطبع سيُقتل الابن أيضاً فقبلت الفتاة المغلوبة ع أمرها بأن تحبس ولكن يكن هناك شيئاً في يد الملكة هذة المرة ليساعد به الفتاة الا ان تقوم بتوصية حراسُها بالاهتمام بها وعدم سوء مُعاملتها.
ثاناتوس : حُبست الفتاة وظلت طيلة فترة حبسها تدعواْ الالهه أن تحفظ ولدها وترعاهُ لها. هاه الهه وكأن الهه ستسمعُ لها. *بتهكم*
ثاناتوس : مر الوقت وكبر الصغير ونُسي ما فعلتهُ امهُ وعفى عنها الملك لكن كان العفو عنها بمثابة الهدوء قبل العاصفة فقد أمر الملك بغزو بعض القرى التي تقع ع الحدود مع مملكة مجاورة وكان من ضمن تلك القرى القرية التي يعيش فيها زوجها وابنها فذهبت مسرعة ترجو الملك ألا يقوم بإيذائهما.
الفتاة : مولاي! مولاي! أ ما سمعته صحيح اتنوي غزو المملكة المجاورة؟!
الملك : وما شئنكُي انتِ بـ مثل هذة الأمور؟!
الفتاة : أحد القرى التي قررت مهاجمتها الليلة يعيش فيها زوجي وابني وأخشى عليهما!
الملك : *ضحكات ساخرة بصوت مرتفع* زوجكي وابنكي وكأن هذا سيغير من قراري شيئاً!
الفتاة : أرجوك يا مولاي ارحم ضعفهما أمامك.
الملك : اغربي عن وجهي فقد سئمتُ منكِ ومن أفعالك التي لا تجلب لي إلا العار.
أيها الخدم اجلبوي لي المزيد من الخمر أين الخمر أين!
*في هذة الأثناء تدخل الملكة موبخة إياه*
الملكة : عارٌ ع ملكٍ مثلك ما يفعله لقد جبلت انت العار إلى نفسك والي مملكتك.
الملك : كيف تقولي هذا وانا اقود مملكتي من نصرٍ لآخر!.
الملكة : بل تقودها إلى الحافة لتُرضي لذلاتك وجشع؛ قد سئمتُ منك ومن طيشك الطفولي الذي لا يحتمل؛ هي يا فتاتي دعكي منه فقدْ فقدَ عقله وأصبح لا يمكن نقاشُه.
أثناء خروجهما من قاعة العرش بدأ يعلواْ صوت الملك بكلمات كـ “انا الملك هُنا انا من انتصر وقضى ع الأعداء انا من سيذكره التاريخ” لم تعيراه اي انتباه وخرجتا من القاعة
بعد أن خرجا منها وقفت الملكة لتنظر للفتاة لتجد عينها تملأُها الدموع فتبسمت في وجهها وقالت لها
الملكة : لا تخافي عليهما وادعي الالهه ليحفظوهما لكي، انا أيضاً قلقة ع ابني فهذهِ أول مرة يذهب فيها إلى الحرب و أخشى إلا يعود إلى.
تمالكت الفتاة نفسها سريعاً لتُهدئ من روعها وروع الملكة ثم اخبرتها الملكة أن تذهب إلى غُرفتها حتى يتسنى للملكة توديع ابنها قبل ذهابه إلى الحرب فتبسمت إليها الفتاة وتركتها وذهبت إلى غُرفتها.
في هذة الأثناء كان قائد الجيش يتفقد الجنود ووجد أن الأمير لم يأتي بعد فسأل عليه فأجابهُ الجنود أنهُ لم يحضُر نو القصر بعد فأمر القائد الجنود ليحضروه من القصر.
الملكة : بُني العزيز احترس وخذ حظرك ولا تتجبر ع الضعفاء.
*ما لبثت من إنهاء كلامها حتى وجدت الجنود قادمين لأخذ الأمير فقبل يدها وانطلق معهم*
كانت الفتاة في هذة الأثناء في غُرفتها تدعواْ الالهه.
الفتاة : هيرا ادعوكي برحمتك على الأطفال أن تحفظي لي ولدي وانتِ يا اثنيا ادعوكي بعدلك أن تنشري عدلك في الأرض فلا يظلم أحد.
كانت الملكة في نفس الوقت تدعواْ هي الأخرى الالهه
الملكة : اريس يا إله الحرب احفظ لي ابني و قويه في قتاله ورُدهُ لي سالماً
*ثم يبدأ الاثنين في البكاء*
تسقط الفتاة ع الارض وتبدأ بسُعال الدم
يلتف حولها الفتيات الأُخريات ليُساعدوها وتجري إحداهم إلى الملكة لكي تخبرها بما حدث ام الباقية فيحملونها لوضعها ع الفراش.
ما لبثت الفتاة أن وصلت للملكة واخبرتها حتى تحركت الملكة معها بسرعة إلى غرفة الفتاة ومعهم الطبيب أمرت الملكة كشف الطبيب عليها ثم أخبر الملكة انها ستهلك في وقت قصير وكل ما في استطاعته هو وصف مُهدئ للالام حتى لا تشعر بـ شيئ امتلأت عين الملكة بالدموع ثم أمرت الحراس بنقل الفتاة إلى حجرة الملكة وجلب الدواء لها.
حل الليل ع الجنود وقائدهم والأمير وكانواْ ع مقرُبة من أوائل القرى التي سوف يغيرون عليها، فأمر قائد الجنود بالاستعداد للمعركة وأن ينتظرواْ اشارته؛ وبعد قليلٍ من الوقت أمر القائد بالهجوم ع القرية وإشعال النيران فيها وإنزال الهلاك بها بدأ الجنود بالتحرك وكلما اقتربواْ زادت صيحاتُهُم.
في نفس الوقت كان الملك في قصره يسكر ويأكل حتى ذهب عنه عقلهُ بالكامل حتى بدأ يهذي وبدأ في رؤية الفتيات اللاتي كان يأخذهن سابايا من حروبه ويعاشرهن ثم يقتلهم، بدأن يرقصون معه وتعالت أصوات ضحكاته وكلما هم بلمس إحداهم لم يستطع ثم بدأت الفتيات تتحول إلى الملوك والقادة الذين هزمهم ودمر ممالكهم وقتلهم وبداواْ بالضحك ومنهم من جلس ع عرشه وقال له “لا تخف ف نحن في انتظارك ومعنا لك هدية” ، بدأ الهلع والرعب يظهر ع وجه وبدأ في الصراخ والنداء ع حُراس القصر حتى يأتواْ ليحموه ويقتلوهم دخل الحراس بسرعة لكنهم لم يرو أحداً فقد كانت كلها خيالات عند ملك فحاولواْ مساعدته لكنهم فشلواْ فقد كانت يصرخ بصوت عالي وكان خائفاً لدرجة ابيض لون وجهه.
في هذة الأثناء كان الجنود قد بداواْ الغزو وقتل القروين وإشعال النيران حتى استيقظ أهل القرية جميعاً بمن فيهم زوج الفتاة ابنهما واخت زوجها التي أسرعت في إخفاء الصغير حتى لا يمسهُ أذى وامسك والدهُ بالشوكة التي يستخدمها في الحقل لكي يدافع عن بيته حين وصل الجنود إلى بيته كانت اختهُ قد أخفت الصغير وامرتهُ ألا يصدر صوتاً مهما حصل، كان ع أتم استعداد لمقابلة الجنود فـ لما دخلواْ إستطاع إسقاط اول الداخلين وسلبهُ سيفه وبدأ بالتلويح به لإبعاد الجنود ولكن لقت خبرته في استخدام السيف سقط سريعاً في ايد الجنود الذين كبلوه هو و اختهُ ودخل قائد الجيش وكان معجباً بشجاعة المُزارع واخبرهُ انه كان سيكون جنديًا جيداً ولكن للأسف أخرج القائد سيفهُ الذي اعتاد أن يسمم نصلهُ حتى يتسنى له بعد جرح خصومه رؤيتهم وهم يعانون وينهارون من أثر السم فيسقطهم بضربة واحدة، فجرح المُزارع وقاله له هذا الجرح حتى يتسنى لي قتلك لاحقاً ثم أمر الجنود.
قائد الجيش : أيها الجنود أأتوني بالمرأة وثبتوها ع الطاولة حتى يتسنى لي إشباع رغباتي وتعذيب هذا المُزارع.
المُزارع *صارخاً بصوت عالٍ و هو يحاول الإفلات من الجنود الممسكين به*: لا تفعل هذا اتركها وشئنها.
وبدأت اخته بالصراخ و محاولات في الهرب من ايدي الجنود ولكن دون جدوى.
كل هذا كان ع مراء ومسمع من الطفل
وما لبث القائد في ممارسة فعلته الشنعاء إلا وتعالت صرخات الأخت مما استثار غضب المُزارع الذي كان مُكبل اليدين ومجروح فلم يستطع فعل شيء.
حاول الصغير أن ينقذ عمته فخرج من مخبأه ممسك بسيف القائد الذي كان قد ألقاه ع الارض بعد أن جرى والده وجرى بإتجاه القائد وجرحه في قدمه من الخلف فإستدار بسرعة وركل الطفل فطرحهُ أرضً ثم أمر الجنود.
قائد الجيش *بغضب* : أيها الجنود امسكواْ هذا اللعين.
فأمسكهواْ الجنود
فبدأت الأخت ترجوه : أرجوك لا تؤذيه ده وشئنه وخذ مني ما تريد لكن لا تؤذيه *وهي تبكي*
في نفس الوقت المُزارع : ده ارجوك اقتلني لكن لا تمسه بسوء.
فإستدار القائد إليهم *ضاحكاً بصوت مرتفع* : انت ايها المُزارع فميتٌ لا محالة فقط لا تستعجل ودعني أستمتعُ بتلك اللحظة وأما بالنسبة إليكِ انتِ فسوف أخذ ما أريد سواء شئتِ أم ابيتِ.
ثاناتوس : قررت أن ازور الفتاة للمرة الأخير؛ فلما حضرتُها كانت قد ضعفت كثيراً حتى أنها أصبحت لا تشعر بمن حولها كل ما كانت تفعله هو دعاء الالهه أن تأخذ روحها بدلاً من أرواح ابنها وزوجها فلما حضرتها وقفت فوق رأسها فنظرت إلى وقالت وهي مبتسمة .
الفتاة : قد طال انتظارك ولكني كنت أعلم أنك ستأتي في النهاية مرحباً بك يا أجمل ما انتظرت *قالتها بإبتسامة ثم مدت يدها لتلمس وجه ثانتوس*
ثاناتوس *منزهلاً مما قالته* : سأعود اليكي لاحقاً أعدك *متبسماً*
ثاناتوس : اههٍ كام للمرء في الثانية الواحدة أن يتذكر من أحداث؟، ولكنه وقت العمل الآن.
بالعودة إلى القصر والملك قد بلغ شدة الجنون والخوف ولا يستطيع الحراس مساعدته، ظهر أمامه ثاناتوس ممسكً بمنجله ونظر إليه الملك في رعب حتى جحظت عيناه من مكانهما وأشار إليه وأخبر الحراس أن يقتلوه ولكن دون جدوى فقد اجتمعت هلاوس الملك من فتيات و ملوك عليه وقام ثاناتوس بحصاد روحه.
ثم إنتقل إلى منزل المُزارع فوقف خلف الطفل ثم همس في أذنه كنت طفلاً شجاعاً قال تخف ف إبتسم الطفل فإشتعل القائد غضباً قبل أن يشق عنق الطفل حد سيفه الذي في نفس الوقت كان منجل ثانتوس يحصد روحه، فتعالت صرخات الأخت مرةً أخرى وبكت وبكى الأب ع خسارة ابنه ثم ما لبس القائد أن قتل الطفل حتى حصد روحه هو الآخر ثانتوس فمات القائد بسبب تسممه بنصل سيفه الذي سمم به الكثير.
ثم عاد ثاناتوس إلى الفتاة فقال لها : لابد واني تعرفي لما انا هنا الآن.
نظرت إليه الفتاة *مبتسمه* : اعرف.
ثاناتوس : كم أكره أن يُحرم العالم من امثالك فانتِ من القليلين الذين ارجعواْ ثقتي في أنّ البشر يمكن أن يكونواْ أفضل ولكن قد حانت ساعتكِ.
الفتاة : إذاً أرى اني سوف أشاهد صغير فعندي احساس انه سبقني. *تنزل دموعها وهي مبتسمة*
ثاناتوس : أظنُ ذلك.
الفتاك : إذاً فلماذا الإنتظار خُذني إليه. *مبتسمة*
بعد أن ماتت سقطت منها الدُمية التي صنعتها لها والدتها في صغرها فأمسك بها ثانتوس.
ثاناتوس : أنا آسف ولكنه ليس بيدي.
ثاناتوس : كلٌ منا له اسم ولكلٌ منها أيضاً حظهُ من اسمه فالملك كان إسمه “أبليستيا” اي “الجشع” وقد مات من شدة جشعه، و قائد الجيش فكان اسمه “لغميا” اي “الشهوة” وقد مات بسبب شهوته، أما الطفل فكان اسمه “ثايروس” أي الشجاعة فقد مات وهو شجاع رغم افتقار من هم في سنة إلى تلك الصفة، أما الفتاة فكان اسمها “كالوس” اي “الطيبة” فقد ماتت من شدة طيبة قلبها وتضحياتها من أجل الآخرين، أما بالنسبة لي فـ “ثاناتوس” تعني “الموت”  فحتى انا سوف اموت يوماً ما ولكني سأكون آخر من يموت.
                                                            -تمت-

One response

  1. Hady Hafez

    Nice

    June 8, 2015 at 15:43

Leave a reply to Hady Hafez Cancel reply